الأحد، 28 أكتوبر 2012

الحكمة من النسخ



:النسخ جار مع مقاصد الشرع لتحقيق مصلحة المكلف

1. فتارة ينزل الوحي بالحكم الشاق على المكلّفين لأجل اختبارهم وامتحان

 صدق إيمانهم. كما مضى في آية: {لله ما في السموات وما في الأرض وإن
 تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}. ونسخها بآية: {لا يكلف الله
 نفسا إلا وسعها}...الآية. فخفف الله تعالى عن الأمة ولم يؤاخذهم بما لا طاقة
 لهم به.
2. وتارة لتدرج الناس بالتشريع، لحداثة الناس بالجاهلية، ولا يخفى ما فيه

 من تأليف قلوبهم بالإسلام، وتهيئتهم لما أريدوا له من نصر دين الله.
ومثاله: التدرج في تحريم الخمر، وكذا التدرج في عدد الصلوات المشهور في
 حديث الإسراء والمعراج. وقد مضى ذلك.3. كما أنه من حكم النسخ: إظهار

 نعمة الله عز وجل بما يرفع به من الحرج والضيق بنوع سابق من أنواع التكليف،

 ومن مثال ذلك زيادة على ما مضى: عدة المرأة، فقد كان بداية عاما كاملا،  
                  
كما في الآية: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا 

إلى الحول غير إخراج}.الآية 240 من سورة البقرة. فنسخ الله تعالى ذلك بقوله: {والذين

 يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا}.
الآية 234 من سورة البقرة.

4. كما يقع بالنسخ تطييب نفس النبي صلى الله عليه وسلم ونفوس أصحابه

 بتمييز هذه الأمة على الأمم وإظهار فضلها. ومثاله تغيير القبلة من بيت المقدس
 إلى الكعبة المشرفة كما مضى بيانه.وبالجملة، فقد قال الإمام الشافعي:
 " إن الله خلق الخلق لما سبق في علمه مما أراد بخلقهم وبهم، لا معقب لحكمه
 وهو سريع الحساب، وأنزل عليهم الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة،
 وفرض فيه فرائض أثبتها وأخرى نسخها، رحمة لخلقه بالتخفيف عنهم،
 وبالتوسعة عليهم، زيادة فيما ابتدأهم به من نعمه، وأثابهم على الانتهاء إلى
 ما أثبت عليهم جنته والنجاة من عذابه، فعمتهم رحمته فيما أثبت ونسخ،
 فله الحمد على نعمه ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق